الاثنين، 2 مارس 2015

المناضل محمـد الحجـاج



  محمـد الحجـاج هو محمد بن حديدان بن محمد بن الحجاج وتدعى أمه منى بنت بلقاسم بن عبد القادر ويرجع نسبه إلى عرش الشرفاء بالمطوية .ولد يوم 20 مارس 1901 بالمطوية ،وعلى غرار بقية أبناء قريته الراغبين في مقاومة الجهل وفك رموز الأمية دخل محمد الحجاج كتاب مسجد سيدي علي الشريف أين حفظ نصيبا من القرآن الكريم وتعلم مبادئ الكتابة والقراءة بإشراف الشيخ علي الشتيوي.

توفي والده حديدان وعمره لم يتجاوز 16 سنة وقد خلف خمسة أبناء في كفالة والدتهم منى وهم :أبو بكر - مريم - عبد الحفيظ زهرة- محمد. ورغم صعوبة تحمل مسؤولية تربية ورعاية هؤلاء الأبناء فقد بذلت والدتهم جهودا مضنية حتى يشب عودهم فيعتمدون على أنفسهم مستقبلا ومن أجل ذلك عملت الأم في خياطة الأقمشة وصناعة المنسوجات الصوفية كالعجار والبرنس والقشابية وغيرها من الصناعات التقليدية المميزة بالمنطقة . ولمساعدة والدته في الحصول على قوت العائلة اليومي عمل بأحد حضائر البناء كمعين لمحمد بن بوبكر بوسعدة وهو ما أتاح له التعرف على أسرار هذه الحرفة.

حرفـتــه: استدعي محمد الحجاج سنة 1921 لأداء الخدمة العسكرية وخلال هذه الفترة تمكن من مزيد التضلع من تقنيات حرفة البناء ،وبعد انقضاء خدمته العسكرية واظب على حرفة البناء التي مكنته من شهرة واسعة لحسن أداء عمله وإتقانه وإلى يومنا هذا ينتصب مستوصف المطوية القديم ومدرسة الشبان الإبتدائية شاهدين على أعماله.وهو يعد من القلائل الذين يجيدون فن بناء الأقواس في المطوية ومسكنه الحالي الكائن بحي الشرفاء يتميز بهذه الخاصية فقد حول البستان إلى منزل يأوي العائلة بكافة أفرادها ،وخارج مسقط رأسه شيد في قابس مخزنا لتعاطي التجارة لمؤسسة ابن عبد الكريم التجارية ،وفي ضيعة فلاحية بمنطقة وادي قريانة قام محمد الحجاج ببناء مساكن لفائدة أبناء خاله التهامي بن بلقاسم بن عبد القادر. وأثناء فراغه كثيرا ما يتردد على واحة المطوية لخدمة الأرض بكل من "بورافع" و"بوبحر" أو قضاء بعض الوقت بمقهى الحاج سعيد بين أترابه وأحبائه.

زواجـه : تزوج محمد الحجاج ثلاث مرات فكان زواجه الأول من هنية بنت النفطي بن الحاج سالم وأنجب منها ابنه البكر حديدان .أما زواجه الثاني فكان من الصالحة بنت المبروك بن رمضـــان ومنها أنجب محبوبة وقمر،وزواجه الثالث كان من هنية بنت حسن بن الحاج إبراهيم بالحسن ومنها أنجب حليمة.

و خلال مؤتمر الحزب الحر الدستوري المنعقد سنة 1933 تم تدعيم اللجنة التنفيذية بثلة من الشباب التونسي نظرا لتميزهم في الخطابة والكتابة في شؤون السياسة الوطنية والإصلاح الديني والإجتماعي عبر جريدتهم " لاكسيون تونيزيان "باللغة الفرنسية .وسرعان ما نشب خلاف بينهم وبين قيادات الحزب أفضى إلى استقالة الحبيب بورقيبة من اللجنة التنفيذية فتبعه بقية رفاقه وقرر المنشقون عقد مؤتمر استعجالي يوم 2 مارس 1934 بقصر هلال ورغم معارضة اللجنة التنفيذية لإنعقاد هذا المؤتمر استجابت 49 شعبة وقرر المؤتمرون حل اللجنة التنفيذية وتعويضها بقيادة جديدة تضم جماعة بورقيبة أطلق عليها اسم الديوان السياسي

وقد تولد عن انشقاق جماعة العمل عن اللجنة التنفيذية موقفان في صفوف مناضلي المطوية فمنهم من تبرأ من أعمال المنشقين التي تهدد اللحمة الوطنية إذ لا سبيل لتحقيق ما يصبو إليه الشعب بأسره دون جمع الصفوف والإلتفاف حول قيادة موحدة لا يعتريها التصدع والفتور وهو ما يؤكده السيد الحبيب بن محمد بن حسن الكاتب العام لشعبة المطوية الذي مثل الشعبة في المؤتمر الذي انعقد يوم 26 أفريل 1934 قائلا : وبما أنني كلفت من طرف أحرار المطوية بالنيابة عنهم في المؤتمر المذكور بمقتضى توكيل موقع عليه 301 منهم هم أعيان المطوية وسراتها وذوو الكلمة المسموعة فيها فقد قمت بما يجب في هذا الأمر ،فنحن أحرار المطوية مازلنا على المبدإ الذي عاهدنا الله عليه وثقتنا في زعمائنا الأحرار وفي مقدمتهم الأستاذ أحمد الصافي تتزايد كل يوم . وفي المقابل بارك بعضهم وعلى رأسهم شعبة ترنجة بعد تجديد هيئتها التي لعبت دورا هاما في مساندة المنشقين وتثبيت أقدامهم فسخرت العشرات من منخرطيها لحماية الإجتماعات ضمن ما يسمى بلجنة النظام إلى جانب مهمات أخرى كتكليف أشخاص متطوعين بالسهر على أمن الزعيم بورقيبة باعتباره رمزا للمقاومة كما أمنت شعبة ترنجة أيضا تنظيم زيارات رموز الديوان السياسي لقرية المطوية أبرزها الزيارة التاريخية التي أداها الزعيم الحبيب بورقيبة في أواخر سنة 1933 حيث أشرف على اجتماع عام بمنزل صالح بن رمضان توج باستجابة الحاضرين إلى دعوة بورقيبة الرامية إلى مؤازرة جماعته و مباركة بعث الحزب الدستوري الجديد خاصة وأن دافع الزعيم بورقيبة من تحقيق نتائج العمل السياسي هو إحداث قوة في الشعب للإعتماد عليها عند الإقتضاء . وتعد زيارة رئيس الديوان السياسي الثالث الحبيب ثامر للمطوية في أواخر جانفي 1943 المبادرة الأولى التي يقوم بها أحد قيادي الحزب الجديد بعد انسحاب الدستوريين القدامى الذين خلفوا فراغا كبيرا في تنسيق النشاط الدستوري بين هياكل الحزب بأرجاء البلاد التونسية فقد استقبلته المطوية هذه القرية الراسخة القدم في الحركة الوطنية والتي لم يخل السجن من أبنائها العاملين طيلة السنوات الخمس الماضية تحت عاصفة من التصفيق والهتاف ودوي الأناشيد الوطنية وزغردة النسوة الدستوريات ،وافتتح الإجتماع الشعبي السيد بلقاسم حمودة بنصيب من آيات الذكر الحكيم ثم قام السيد عبدالله بن جراد فرحب بالرئيس ورفاقه معربا عن استعداد شعبة المطوية لمجابهة الطوارئ ومواصلة الكفاح عندها قام الرئيس ثامر ففاه بخطاب كله قوة وإيجاز مبينا برامج الحزب وشاكرا أهالي المطوية على التفاهم المتين حول حزبهم . وإن التزم أحرار المطوية الحياد فلا يمنعهم من مواصلة النضال السياسي والوطني ولا يعنيهم الأشخاص القياديون بقدر ما يبدي الجميع حسن النية في الوصول إلى غاية واحدة ألا وهي تحرير البلاد رغم تنوع الأساليب والطرق في تحقيق هذا الهدف ،فالتسيير ليس من شيمهم والظهور على رأس القيادات لم يأبهوا به فالمهم التسلح بعزيمة فولاذية ووطنية صادقة وترك كل ما من شأنه أن يعرقل المسيرة النضالية ويحيد الحزب عن مراميه الدستورية والوطنية توقا إلى نيل الحرية وتحرير البلاد من الهيمنة الفرنسية فالمصلحة الوطنية تقتضي مزيد الرصانة والقدرة على مواجهة العوائق التي تخل بروح المقاومة الوطنية،فأهالي المطوية عرفوا بالرسوخ في النضال الوطني وقد جبلوا على مناصرة كل من يظهر وطنية صادقة ونية جلية في الدفاع عن الوطن والإستبسال في سبيله.

نشاطـه الحزبـي: يعود أول انخراط محمد الحجاج في الحزب الإشتراكي الدستوري إلى سنة 1934 وهو تأكيد منه لمناصرة جماعة الديوان السياسي ،وبعد مؤتمر الحزب الحر الدستوري الجديد بقصر هلال التقى بالزعيم الحبيب بورقيبة الذي رحب بانضمامه لحركة التحرير.عرف محمد الحجاج بحسن المعاشرة والجدية ومناصرة المظلوم وإذا عزم على القيام بعمل ما فلا يتردد في ذلك مهما كلفه الأمر ولو حياته .ومنذ سرت في دمه روح الوطنية لم يبخل عن دعم الحركة الوطنية ماديا فكان حريصا كل الحرص على مواكبة الإجتماعات الحزبية والإستماع إلى خطب الوطنيين الحماسية التي تشرف على إعدادها شعبة المطوية ورسخت هذه المواكبة المتواصلة في نفسه حب التعلق بالحركة الدستورية والإنتقام من أعمال المستعمر العدوانية ضد المواطنين والوطن . وما يؤكد وطنيته تشجيعه الشخصي للحركة النضالية ومساهمته الشخصية في مشاغبة المستعمر والتنديد بأعماله المشينة.

ومن أجل تحرير البلاد التونسية من قيود الدخلاء تكثف نشاط محمد الحجاج صحبة العديد من أبناء قريته منهم الصادق زقوقو وخميس دحمان وعبدالله بن الزنين والمبروك عبدالحميد والحـــــــاج المبروك الرياحي وغيرهم فعمل بكل حماس واندفاع فكان لا يهاب جور المستعمر وجوره ،وثباته على تحدي قوة السلاح والإصرار على عدم التراجع عن مواصلة النضال وذلك بالإنضمام إلى الحركة الدستورية ومطاردة رموز المستعمرإضافة إلى تحريض المواطنين على المقاومة بمختلف الوسائل.

آثار الحرب العالمية الثانية على المطوية

توج انتصاب قوات المحور خلال الحرب العالمية الثانية وبسط نفوذها على أغلبية التراب التونسي بمباركة التونسيين واستحسانهم لهذا الصنيع تشفيا من المستعمر الفرنسي المنتمي لقوات الحلفاء هذا التجاوب التلقائي من لدن العديد من المواطنين قابله المحور بإطلاق سراح الوطنيين الذين كان من بينهم الزعيم بورقيبة الذي كان متحفظا في إصدار موقفه إزاء تواجد المحور بتونس وكانت البلاد التونسية مسرحا لدوران رحى الحرب بأطوارها المختلفة ونظرا لتواجد المطوية في خط النار الذي يمتد من لسان شط الجريد إلى المطوية وبقية مناطق الأعراض لم يسلم متساكنو المطوية ومنازلهم من شر هذه الحرب المدمرة والمهلكة للحرث والنسل فاستشهد بعض المتساكنين ودمرت مساكن كثيرة نتيجة للقصف الجوي المكثف الذي استهدف المطوية. ولإسعاف المتضررين من الحرب الدائرة بالجهة تم تأسيس فرع للهلال الأحمر التونسي بالمطوية.

اعتقـالـه: لم يكتف ما جناه أهالي المطوية من استشهاد بعضهم ودمار المنازل فقد رافق دخول قوات الحلفاء إلى المطوية إثر هزيمة قوات المحور بالبلاد التونسية حملة اعتقالات واسعة . و لم يسلم أهالي المطوية من هذه الحملة فكان من بين المعتقلين محمد الحجاج و أعضاء شعبة المطوية و ثلة من أحرار المطوية خلال شهر أفريل 1943 و تم نفيهم إلى محتشد تطاوين لعدة أشهر، فقد أشار المناضل أحمد عبد الكريم في وثيقة مكتوبة بخط يده إلى أسماء المعتقلين من أبناء المطوية بتطاوين ثم برمادة بأقصى الجنوب التونسي وهم يعدون 20 فردا :

الحاج محمد الصغبر

عبد الله جراد

محمد بن عبد الله جراد

المرزوقي بن الصالح

عبد الله بن البحري

بنور بن علي بنور

علي بن محمود حتيرة

سالم بن علي محمود

علي بن الصادق بوعين

عمران بن عبد السلام بن سالم

علي بن الحاج لخضر بن صالح

خميس بن علي دحمان

الحاج المبروك الرياحي

المبروك بن علي عبد الرحيم ( شهر بالشاهد )

محمد بن عمر بن الحاج مختار

عبد الحميد بن عبد الحميد

أحمد عبد الكريم

محمــــــــــد حــــــــــــــــديدان

صالح بنور

محمــــد بـن عثمـــــــــــــــــــان

ألقي القبض على هؤلاء المناضلين ليلا بتهمة التعاون مع جيوش المحور وأثناء اعتقاله أوصى محمد الحجاج أمه بإخوته خيرا فلعله لن يعود إلى مسقط رأسه مرة أخرى.وكانت معاملة العسكريين لهؤلاء الوطنيين في غاية الوحشية والتنكيل فزيادة على الضرب وسوء المعاملة يجبرون المعتقلين على شرب الماء المالح أما الماء العذب فيسقون به الأشجار فكان غذاءهم اليومي مقتصرا على شرب الماء المالح وأكل "السويدة ". ولن يتصور القارئ الكريم ما تعرض إليه المعتقلون من تعذيب معنوي ومادي وخاصة طيلة الأسبوعين الأولين ومن خلال هذه المعاملة السيئة يريد المستعمر تحطيم الوطنيين نفسيا محاولة منه ردعهم عن مشاغبة جيوشه والإكتفاء بالحصول على لقمة العيش ،وعما لحقه من تعذيب وسوء معاملة خلال الأيام الأولى من اعتقاله يقول محمد الحجاج :"لو يعطوني خراج المملكة كله مايقابلش".

ورغم ما لحق بهم من أضرار بدنية وإهانة في غالب الأحيان استمر أحرار المطوية الصامدون في تحديهم لظلم العسكريين وتعسفهم ولم تعمر الأيام القاتمة والمفعمة بألوان التعذيب طويلا إذ تبددت الظلمة وجاء الإنفراج نسبيا بدعوة أغلب الموقوفين إلى القيام بعمل حسب اختصاص كل واحد منهم داخل هذا المحتشد ومن حسن حظ محمد الحجاج أنه كان يجيد حرفة البناء، ورأفة بشخصين لفتا انتباهه لتقدمهما في السن وهما الدغري والحاج حسين أصيلا جرجيس أصر محمد الحجاج على اصطحابهما معه كمعينين نظرا لحالتهما الصحية التي لا تسمح بمزيد التعذيب وغالبا ما يكون المعتقلون أثناء العمل في مراقبة مستمرة من طرف أحد الحراس مستعملا في ذلك المكبر،وإذا انتابه محمد الحجاج التعب فلا يجلس بل يبقى واقفا لدقائق معدودة لأخذ نصيب من الراحة ثم يعود إلى سالف نشاطه ،أما مرافقاه فيظطران إلى الجلوس وباستخدام المنظار المتواصل طيلة فترة الأشغال يحدد المكلف بالمراقبة من تهاون في العمل فلا يتردد هذا الأخير في تعنيفه والحاق الضرر الجسدي به إثر العودة.

وقد تعرض صديقاه الدغري والحاج حسين إلى الضرب والركل عديد المرات ، فيعمد العسكري إلى طرحهما أرضا وجرهما كالخرفان وما حيلتهما فهما لا يقدران على المقاومة وقد أصيبا بجروح بليغة في أحد المرات ،أما محمد الحجاج فيرفعه العسكري بكلتا يديه إلى أعلى وكأني به يرفع شاة ثم ينزله برفق قائلا له : إنك رجل لا تعرف الكلل أما رفيقاك فلا يعملان بجد فهما كسولان " . وطيلة ثلاثة أيام لم يستطع محمد الحجاج الحركة يمنة ولا يسرة نظرا للضغط الذي تعرض إليه بين يدي العسكري أثناء رفعه.

وبعد مرور ستة أشهر أمضاها في محتشد تطاوين أحيل إلى منفى رمادة أين تنفس الصعداء إذ كانت معاملته في هذا المنفى أقل حدة وعنف مقارنة بما تعرض إليه في تطاوين.

ومن أطرف ما رواه محمد بن عبد الله جراد قوله التالي : طبخ لنا محمد خشيريف ( أصيل وذرف) العصيدة ذات صباح وبما أنني ضعيف البنية وخجول أمر محمد الحجاج الجماعة بترك منابي من العصيدة جانبا قبل أن يشرعوا في الأكل فامتثل الجميع لطلبه.

أطلق سراحه في أواخر سنة 1943 ليبقى تحت الإقامة الجبرية في المطوية لعدة أشهر . وبعد رفع الرقابة عنه انضم إلى هيئة شعبة المطوية فانتخب رئيسا لها وكان من بين أعضائه خميس دحمان صالح بنور ،أحمد عبد الكريم ،المبروك عبد الرحيم شهر بالشاهد.

نشاطه البلدي: انضم إلى أول مجلس بلدي بالمطوية في 18 ماي 1957 وقد تحمل المسؤولية ضمن هذا المجلس على امتداد ثلاث دورات نيابية متتالية كالتالي :

النيابة الأولى : 18 ماي 1957 / 1960

النيابة الثانية : 25 ماي 1960 / 1963

النيابة الثالثة : 15 ماي 1963 / 1966

وعلى إثرها بقي عضوا نشيطا بشعبة المطوية إلى غاية سنة 1966 تاركا المشعل للشباب المطوي لتحمل المسؤولية الحزبية.

وطيلة حياته لم ينل عطاءا يذكر سوى نصيبا ماليا متواضعا تمثل في ربع مردود كراء رخصة حافلة ويشاركه في بقية المعلوم كل من الهادي غريس والتيجاني بن أحمد والهادي بن الطيب ،ولم يتلق مساعدة أخرى تذكر رغم أنه منح الصنف الرابع من وسام الإستقلال من طرف رئيس الدولة يوم 13 أوت 1977 وذلك جزاءا واعترافا لجليل أعماله من أجل تحرير الوطن واسترجاع عزته وكرامته.

وفاتــــه: تلقى محمد الحجاج برقية من والي قابس السيد عبد الحق الأسود لحضور ميلاد الرئيس بورقيبة يوم 3 أوت 1984 لكنه لم يلب الدعوة لأن المرض اشتد به وينتقل إلى جوار ربه تعالى يوم 9 سبتمبر 1984 عن عمر يناهز 83 سنة وقد شيعته العائلة الدستورية بالجهة بعيون باكية وقلوب خاشعة إلى مثواه الأخير.

و نظمت شعبة الحزب الإشتراكي الدستوري بالمطوية أربعينية الفقيد يوم 19 أكتوبر 1984 بمنزله الكائن بحي الشرفاء تحت إشراف أحمد الحباسي عضو اللجنة المركزية للحزب وبحضور والي قابس الذي تبرع بألف دينار لفائدة أرملة الفقيد بغية تحسين مسكنها.

وتعد هذه الأربعينية الفريدة التي تقام لمناضلي المطوية وهو ما يعكس مكانة الفقيد النضالية أيام تحرير البلاد

 البشير الرقيق


المناضل محمـد الحجـاج

شاهد ايضا