قبل موعد الطهور بيومين تحنّي أم المطهر والقريبات من العائلة وغالبا ما تكون الحنة حنة "الشبور "وهي عبارة عن نقيشة متعددة الأشكال في اليدين والقدمين
وبعد يوم آخر تشرع أم المطهر التي ترتدي ٌ حرام طبال ٌ وهو أزرق مخطط بالأحمر وبعض قريباتها من النساء في "العرضه "وهي إعلام الأقارب والجيران باستدعائهم لحضور ليله الصلاة على النبي ويوم الطهور
والليلة السابقة لنهار الطهور تسمى ليلة " الصلاة على النبي " التي تنطلق اثر صلاة العشاء وتفتح بتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم ثم يشرع المنشدون في ترديد المدائح والأذكار النبوية ويتخللها سرد " المولدية " التي تتمثل في ذكر مراحل حياة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام منذ حمل أمه آمنة به
وبين الحين والآخر توزع كؤوس الشاي على الحاضرين وتختم ليلة الصلاة على النبي بالدعاء وقراءة الفاتحة مع الملاحظة أن المنشدين لا يأخذون أجرا على ما قدموه كما أن ترديد الأذكار يكون جماعيا بمشاركة كافة الحاضرين
وخلال هذه الليلة تقام حنة المطهر ومن الغد صباحا يتم إعداد العصيدة كفطور لأهل الدار والضيوف كما تذبح شاة أو أكثر حسب إمكانيات عائلة المطهر لإعداد الكسكسي أو ما يعرف بكسكسي الطهور
وعند الظهيرة تكون حجامة المطهر وعل إثرها وبعد الإغتسال يرتدي المطهر سروالا أبيض عربي وجبة بيضاء وريحانة ( قطعة من الذهب لتطيير العين والنفس كما يعتقدون ) وعلى رأسه شاشية حمراء بالكبيطة .هذا وتلبس أم المطهر ملحفة بيضاء مطرزة بالحرير وقرن على الرأس إضافة إلى ما تتزين به من حلي .وفي هذا اليوم منهم من يجلب الطبال والزكار ومنهم من يستغني عنهما ويقتصر على زغاريد النسوة وأهازيجهن . وعند موعد الطهور وتحديدا بعد صلاة العصر تخصص حجرة خاصة أو في السقيفة تعد قصعة لوح تكب على فتحتها ويوضع فوقها قليل من الرمل الدافئ.
ويأتي الطهار يتهادى بقفة أدوات الصنعة وهو محاط بأهل المطهر وأقربائه من الرجال وعندما يأخذ الطهار مكانه يجلب المطهر وفي حجرة أخرى تجلس أم المطهر والقريبات من النسوة وقد وضعت أم المطهر قدميها في إناء ماء به "دبلج" والغاية نفسية بحتة بإعتبار أن الماء يرخي الأعصاب وبالتالي عند تأثر الأم بصراخ ابنها أثناء عملية الختان يكون أقل تأثرا كما أن تعالي الزغاريد وتمازجها مع احتراق البخور في المجامر من ِشأنه أن يقلل من حدة ارتفاع صراخ المطهر وللشباب والكهول دور في هذا المجال.
وبعد تجريد المطهر من ثيابه إلا من صدرية وسورية يحكم بالأيدي من الخلف شد المطهر جالسا على القصعة ومن الأمام يثبت بإمساك رجليه حتى يقوم الطهار بعمله على أحسن ما يرام وعادة ما يستعمل الطهار حيلة لمباغتة المطهر فمثلا يأمره بالنظر إلى فوق لمشاهدة عصفور يحلق في الهواء عندها يفاجئه بالطهارة ويصيح أحدهم : صلوا على النبي
وحتى لا تتفطن أم المطهر إلى صياح ابنها يشرع الحاضرون في ترديد بعض الأغاني بصوت عال
طهر يا امطهر صح الله ايديك
لاتوجع اوليدي لانغضب عليك
فرشنا الحصير وغربلنا التراب
حضرنا محمد والشيطان غاب
وقد يضع الطهار قليلا من السمن القديم على مكان الجرح.وبعد عملية الطهارة يغطى المطهر ببشكير ويحمله أحد أقاربه وعادة خاله ويضعه في حجر أمه ويغطى ٌبحرام ٌ ويناوله خاله النحيلة فرنك أو فرنكين ويتبعه الحاضرون بالنحيلة أيضا وكل قدير وقدرو.ويتناول الجميع الكسكسي باللحم ويتم إرسال بعض من الطعام إلى الجيران والأقارب كما يمنح الطهار دبوس لحم وعدد من حبات البيض .أما نحيلة النساء فتكون حلوى أو بيض أو بخور
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأسر تستغل إقامة حفل زفاف للقيام بحفل الختان وعادة ما يكون مساء ليلة الدخول بالنسبة لأهل العريس أو خلال يوم المنبر بالنسبة لأهل العروس
البشير التيجاني الرقيقي