الخميس، 7 مايو 2020

المطوية

المطوية Métouia، المطوية منطقة بلدية ومركز معتمدية منذ سنة 1957  لولاية قابس تقع في الجنوب الشرقي من الجمهورية التونسية يحدها البحر المتوسط شرقا و وذرف غربا وادي العكاريت شمالا وقابس وغنوش  جنوبا وتنتصب المطوية بين البحر وهضاب الديسة وفي ملتقى الطرقات التجارية بين قابس والقيروان والطريق الصحراوية الرابطة بين قابس وقفصة ومنها الى الجزائر فكانت تقوم بدور تجاري هام وارتكز نشاط أهلها أساسا على التجارة والفلاحة .
كانت المطوية تسقى من عين تقع في الجهة الغربية للقرية تعرف حاليا ب " العين القديمة " بجانب الطريق الرابطة بين قابس وقفصة ويذكر المؤرخ محمد المرزوقي في كتابه ( قابس جنة الدنيا ) أن هذه العين كانت ممر للقوافل التجارية المتنقلة بين قابس والقيروان 
ويذكر أن ناقة من إحدى القوافل التجارية قصدت العين لتطفىء ضمأها فغرقت فيها فسّميت العين ( عين المطية) ثم حرفت بعد ذلك فأصبحت العين باسم المطوية , ويأكد عديد المهتمين بالتاريخ والثقافة عموما أن هذا الإسم مأخوذ من الطّي والإنطواء فنقول إنطوى الماء أي استدار وتجمع ونقول أيضا البئر المطوية أي البئر المبنية بالحجارة.
وكانت الساقية الممتدة من العين تشق القرية لتصل إلى الماية القديمة بواسطة الواحة , وبجانب هذه الساقية وجدت الميضة  وهي عبارة عن حوض ماء ملازم للساقية لتمكينم الناس من الوضوء أو الإغتسال عند الضرورة وقد شيدت من جذوع وجريد النخيل وعندما يريد أحدهم الإغتسال عليه أن يثبت جريدة نخلة أمام الحوض دلالة على وجود شخص فيه , وقرب هذه الميضة وجد المصّلا.
ومن العين يسقى سكان" البلد و الماية " لشرابهم ورّي أراضيهم  وإذا نادى أحدهم بأعلى صوته  "مسحتك وزنبيلك وعين القديمة " فإنها دعوة لكل فلاحي القرية وغيرهم لجهر وتنظيف الساقية وإصلاح ما أفسده تدفق المياه فيستجيبون في الحال , ومن أجل الماء كثيرا ما يتنازع أهالي المحلتين " الماية والبلد " كي ينفرد أحدهما عن الآخربالماء ويبرز ذلك في قولة أهل الماية " الماء ماي ولا حد يسقي معاي " و أخرى تقول بغية الإستهزاء بسكان البلد " بيعوا مساحيكم وسافروا لعنابة ثّماش لمطوي غناته غابه ".
 واستغل لإستعمارالفرنسي العداوة السائدة في تلك الحقبة بين اهل البلد و اهل الماية لتدعيم نفوذه وهو ما يظهر عقلية التعّصب القبلي السائد في تلك الفترة...
  اندثرت الساقية في أوائل الإستقلال بحكم التهيئة العمرانية التي أقدمت عليها البلدية ونتيجة للنقص الفادح لكميات المياه المتدفقة من العين التي نضب ماؤها في أوائل السبعينات.


بلدية المطوية بين 1957 و 1958

الجامع الكبير المطوية 1927
La Grande Mosquée Métouia 1927

المنشر سنة 1956
Manchir en 1956

المنشر 

جامع سيدي خضر سنة 1970 
Mosquée Sidi Khadhr 1970

المطوية Métouia
آثــــــــار....
ليس من الصدفة أو الغريب ان نعثر على عينات من الآثار القديمة في المطوية باعتبار ما تزخر به المناطق التونسية من آثار " مخطوطات ورسوم وغيرها كالأواني والعضام ".
بعد سقوط قرطاج استولى الرومان على أراضيها , آن ذاك كانت قابس تابعة للمملكة النوميدية التي تآمر عليها ماسينيسان وأخواه مسطنبال وغولسا وقد ثبت أن الرومان لم يعملوا على توسيع رقعت الولاية التي أنشؤوها اثرى الحرب البونيقية الثالثة وهو ما يؤكد أن قابس بقيت تحت سيطرة النوميديين ... فيمكن أن نقول إذا أن مدينة قابس ( تكابس )  أصبحت خاضعت للإدارة الرومانية  ابتداء من سنة 046 قبل الميلاد ومن خلال هذه اللمحة التاريخية من قابس , فإن قيام حضارة رومانية بالمطوية كان غير مستبعد بالمرة ...



السـكـان :
 من أهم العروش الأوائل التي استقرت بالمطوية نذكر عرش البكاكشة الذي تفرع عن سيدي مبارك وزاويته مازالت قائمة الذات وينسب عرش الشرفاء الى الساقية الحمراء من أراضي مراكش من المغرب الأقصى ويدعى أن أبا بكر وهو من سلالة فاطمة الزهراء ابنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مرض بمكان في المطوية وهو في طريقه الى الأراضي المقدسة لتأدية مناسك الحج فأرست قافلته بالمطوية وعند العودة رفض أبو بكر الرجوع إلى المغرب ليمكث في المطوية ويستقر بها نهائيا, وبقيت العروش المستقرة بالمطوية اليوم تجمع بين المراشدة والرقايقة والحمادين والبنينات ..
المايـــة :
نزحوا اهل الماية الى القرية من جهة الصخيرة و بالتحديد من هنشير سيدي مهذب .اهم عروشهم -آل طاهر- القصبي- سعد الله...
والماية توجد في الجهة الشرقية من الواحة, بينما توجد المطوية التي كانت تسمى "البلد" في عرف السكان في المنطقة الغربية. وهذه الحدود ليست جغرافية ترابية فقط, بل هي أيضا قبلية حزبية إذ كانت بين الجهتين "البلد و الماية" خصومات و ثارات ظلت دائما حية الانتساب إحدهما إلى "حزب بن يوسف" والثانية الى "شداد" في الماضي, وإلى "الغرانطة" و "الدساتة" خلال هذا القرن .
وقد لجأ سكان الماية القديمة الى "الظهرة" هروبا من الرطوبة التي أصبحت لا تطاق داخل الواحة, خاصة بعد حفر البئر الإرتوازية "عين الملاحة" و لتوالي الفياضنات على الجهة في نهاية العقد الثاني من هذا القرن. وآل طاهر هم من ابتنى دار في القرية الجديدة الواقعة في الشمال الشرقي من المطوية , ثم تبعهم الناس شيئا فشيئا في هذه النقلة الصحية, وما عتم ان  أتى البلاء على الماية القديمة ولم يبقى منها الا آثار مطموسة وبعض معالم الطريق , ثم احتوتها الواحة و فلحها أهلها  وضموا بعض بيوتها إلى  أجنتهم و بساتينهم ....
الماية القديمة
L'ancienne Meya

الماية القديمة
L'ancienne Meya

الماية  1950
 1950 Meya


الهجرة الظاهرة المطوية :
ترجع هجرة أهالي المطوية للإقامة بتونس العاصمة إلى قرابة ثلاثة قرون فأكثر. فعرفت أحياء طرنجة وباب الخضراء والمرجانية ونهج الرمانة وسوقي  بالخير والحي المطوي ( راس الطابية ) والقائمة تطول بتواجدهم . كما استقر بعضهم في الشمال كجندوبة والدهماني ومنطقة الجريد من الجنوب الغربي . ومنذ الخمسينات اتجه البعض الآخر نحو خارج حدود الوطن كالجزائر وليبيا وفرنسا وألمانيا.
وتعود أسباب النزوح والهجرة الى ضعف مردود الفلاحة السقوية وانعدام النشاط التجاري داخل القرية.
انطلقت الحياة المهنية لبعض المطاوة في العاصمة كبائعين متجولين بين الشوارع والأحياء الى أن تكون لهم رأس مال متواضع مكنهم من فتح محلات تجارية قارة  ومنهم من اشتغل في المواني البحرية التجارية كحلق الواد .
وخارج  قريتهم حافظ المطاوة على لهجتهم وزيهم وعوائدهم وتميزوا بظاهرة اجتماعية تتمثل في التعاون والتكتل والتضامن الإجتماعي  والأمانة التي اتصف بها المطاوة  كتأمين إيصال الأموال نقدا والحاجيات الأخرى المختلفة التي يرسلها المطاوة المستقرون في العاصمة الى أهاليهم بالقرية عبر الحافلة التي يطلقون عليها اسم ( كار حشيشة ) وترجع هذه التسمية الى اسم سائق أول حافلة دخلت المطوية...



مدرسة" الكوليج " الإبتدائية :
فتحت  النواة الأولى لمدرسة الكوليج التي أصبحت تسمى بمدرسة شارع بورقيبة يوم 8 أكتوبر 1917 وقد تم بنائها من طرف محمد حمودة حسب المثال المقدم من كتابة الأشغال العمومية آن ذاك وتحتوي على قاعتي للتدريس وقد وصل عدد التلاميذ المرسمين الى 68  كلهم مسلمون تحت اشراف حمد الحداد أصيل المنستير , وفي سنة 1929 شيد المقر الجديد للمدرسة بضاحية الماية من طرف الطاهر بن علي بن طاهرعلى كاهله وهو نائب لجهة قابس بالمجلس الكبير بالعاصمة وقد تصوغت الحكومة الفرنسية هذا المحل ... وانطلقت  الموسم الدراسي بها لأول مرة سنة 1929/1930 حيث وصل عدد التلاميذ الذين يرتادونها 209 موزعين على خمسة أقسام بادارة الفرنسي "روبير"...
وقد تداول على الاشراف على ادارتها " جيري قسطون 49/50" وعلي الخياري 45/55 حسين المغربي 60/61 التوهامي ثابت 65/66 مصطفى العزوزي 72/73 الهادي العموري 82/83....
مدرسة الشبان  المسلمين :
فتحت مدرسة الشبان المسلمين أبوابها في 1 أكتوبر 1950  فأمها 77 طفلا....ولم تعرف الإختلاط إلا في 1 أكتوبر 1967 . وفي أكتوبر 1970 ضم اليها فرع المدرسة الفرنسية العربية التي أقيم بجوارها وبذلك صارت تتألف من أصل وفرع...
وقد تداول على سير شؤون المدرسة : كل من المرحوم البشير الناجح شهر "البشير باللعور " وبلقاسم دخيل والهادي النوري ويوسف عبد القادر والمكي مكي ... وتجدر الإشارة الى ان أول من تم تسجيل اسمه بدفتر المرسمين في المدرسة هو ابراهيم بن مزهود الجريدي.



مدرسة الشبان 1956



الجمعيـــات والــنوادي :
ظهر النادي الحزبي ب "حّية " في المطوية في صائفة 1920 تحت اشراف الشيخحميدة بن الحاج محمد الحمداني ..
وفي الأربعينات تم تأسيس فرع الهلال الأحمر المحلي  لإسعاف المتضررين من الحرب... وفي سنة 1948 برزت جمعية الشباب الثقافي المطوي وفي الستينات النجم الثقافي المطوي  وجمعية الشباب المسلمين والشبيبة الدستورية والكشافة ... وتأسس الصندوق الإحتياطي لكفالة المطويين المعروف  " بالكفالة " سنة 1958 ... النادي المطوي للتعارف والتعاون وجمعية التضامن والتعاون المطوي لمدينة ليون الفرنسية وجمعية القاصرين عن الحركة العضوية .
في المجال الرياضي تعد جمعية ( الشباب الرياضي المطوي) من الفرق العريقة فالمطوية الجيهة الوحيدة التي تنتسب اليها جمعية رياضية بالعاصمة. وتأسست سنة 1945 على أيدي التيجاني بالرمضان
 وعبد القادر بن يحي والمطوي بن محمود والكيلاني الشريف وتولى هذا الأخير رئاستها لأول مرة في موسم 1946 /1947 صحبة الأعضاء الآتية أسمائهم : - العيادي بالحاج محمود – علي بن سالم – المختار بن الفيتوري – محمد بالنور – التيجاني رمضان –المبرك بن عبد الكريم – حميدة بالحاج – حمدة الرديسي – الصادق بالرجب – علي رابح - التيجاني شمام  الذي شهدت الجمعية على يديه بلوغها للقسم القومي سنة 1956 وقد تألق العديد من الشباب المطوي على الساحة الكروية مثل : عبد الحميد حميدة – محي الدين الصغير – حمادي البحري – أبو بكر جراد – الفرزيط – الناصر زكري -  خالد بن يحي...
 الشواطئ
تمتد شواطئها على عدة كيلومترات وتقسم تقليديا إلى تقاسيم تحملة أسماء ذات دلالة تاريخية:
  • ذراع ليسيبس: نسبة إلى فرديناند دي لسبس منجز قنال السويس وصاحب مشروع القنال الرابط بين البحر الأبيض المتوسط وشاطئ الجريد.
  • الحبيلية
  • حباشة وحيدوس: ويقال انهما اسما ابني احدالقادة الرومان.
  • الشركة: تنسب إلى أول تعاضدية للصيد البحري اسسها المطويون وكان بلقاسم القناوي من باعثيها ومحمد الغنوشي مديرها.
  • الصخرة.
  • الغوير.
  • الرخامة:توجد بهذه المنطقة اثار لحضارة مجهولة وتروى اساطير عنها.
  • دار عبد الله
شاطئ المطوية
Plage Hidous
لائحة بأسماء الأسر التقليدية المطوية
بحري حاج سالم رجب ضيفالله ڨندوز
بدوي حاج صالح رديسي طرابلسي كبيّر
بكوش حاج علي رقيقي عباس كريّم
بن بريّك حاج عمر رمضان عبدالحفيظ كشتة
بن سليمان حامد زڨوڨو عبدالرحيم لطيف
بنور حتيرة زكري عبدالرزاق لطيفي
بوسعدة حزامي ساسي عبدالعظيم لعريبي
بوسنينة حسن سالم عبدالغفار مبارك
بوعكزين حسومي سليمان عبدالقادر محمود
بوعين حفيّظ سمير عبدالكريم مرشدي
بوفايد حمداني سويّح عتيڨ مطوي
بوكيّة حمودة شامخ عثمان معلول
تاجوري حناشي شتاوي عكرمي منصور
تومي خضر شريف عمار نصر
ثوير دبوس شمام عمران يحيى
جبالي دحمان شنيور عياد هريشي
جراد درغام شهباء فڨير
جريدي دريدي شيخ فياش
حاج احمد دعوسي صالح ڨصير
حاج براهيم  رابح صغيّر ڨعباب

المطوية في القوقل ماب :

.
صورة من الجو للمطوية :



 : المطوية من القوقل ايرث


المطوية

شاهد ايضا