الحناء زراعة عريقة وأغراضها عديدة
اعتبارا لتقاليد فلاحي الجهة الراسخة تحتل زراعة الحناء مرتبة هامة في الإنتاج الفلاحي بولاية قابس.حيث تستغل على مساحة تصل إلى أكثر من ألف هكتار توفر إنتاجا يصل إلى قرابة 1500 طن سنويا.وتتطلب زراعة نبتة الحناء درجة حرارة ورطوبة مرتفعة أثناء فصل الصيف كما تتحمل الحرارة المنخفضة خلال فصل الشتاء.
ويكون جمع المحصول مرتين على الأقل في السنة تكون الأولى في فترة النصف الأول من شهر جويلية والثانية خلال نهاية شهر أكتوبر.وعلى إثر نزع فروع الحناء أو جرد أوراقها يتم نشرها على الأرض في صفوف لتجفيفها مع الحرص على تقليبها يوميا لتجنب تعفن الأوراق المحجوبة عن أشعة الشمس أو إصفرار الأوراق المعرضة للشمس أكثر من اللازم وبعد الإنتهاء من عملية التجفيف تفصل الأوراق عن العيدان وتجمع لطحنها أو بيعها في شكل أوراق.
وتعد سوق جارة القديمة بمدينة قابس من أهم الفضاءات التجارية المخصصة لبيع الحناء مسحوقة وفي شكل أوراق بالإضافة إلى العطور والأعشاب الطبية والفواكه والبقول الجافة.ويخضع تحديد سعر هذه المادة إلى كميات العرض والطلب وحسب النوعية ويتراوح سعر الكيلو الواحد حاليا بين 7 و 8 دنانير ويبلغ أحيانا 10 دنانير.ويرجح عديد الفلاحين إرتفاع سعر الحنة إلى التكلفة الباهظة في رعاية هذه الزراعة الصناعية من حيث الري والتسميد وأجور اليد العاملة عند قطف الأوراق.
وقد ساهمت الحركة التجارية والسياحية التي تشهدها مدينة قابس خلال هذه الفترة من كل سنة نظرا لتزامنها مع استعداد العائلات لإقامة حفلات الزفاف في انتعاشة تجارة الحنة خصوصا والصناعات التقليدية المميزة بالجهة عموما على غرار قفاف السعف وغيرها. فزوار مدينة قابس من داخل البلاد وخارجها يحبذون شراء الحنة لإستعمالاتهم العائلية كمادة تجميل وزينة أو لتقديمها كهدية للأقارب والأصدقاء.
وتستعمل المرأة مسحوق الحنة في شكل عجينة بعد إضافة الملح لتخضيب الأيدي والأقدام في أشكال ونقوش متناسقة وهي ما تعرف بحنة ٌ الشبور ٌ كما تستعملها النساء أيضا لصبغ شعورهن على سبيل الزينة أو لمقاومة الشيب .
ومن أزهار الحناء يستخلص زيت الحنة يتم استخدامه في صناعة العطور كما دخلت الحناء في صناعة صبغات الشعر ودبغ الجلود وفي صناعة بعض الأدوية المقاومة للإلتهابات الجلدية منها الفطريات وقروح الفم كما استعملها الرجال لمعالجة تشقق أسفل القدمين ولصبغ شعورهم ولحيهم.وتبقى ٌالحنه في الأقدام والسعد لقدام ٌ كما تتبارك بها المرأة القابسية.
البشير التيجاني الرقيقي