مساهمة أبناء المطوية في الحركة الوطنية 1920-1956
كرسات تونسية-
للدكتور عبد الحميد حسن.
" لقد ساهم أبناء
المطوية سواء المقيمين منهم بتونس العاصمة أو المستقرين بالقرية مساهمة ايجابية في
الحركة الوطنية. وكانت لهم مواقف متميزة في مقاومة الاستعمار.لذا سنحاول في هذا
الموجز رسم صورة واضحة و موضوعية لما قاموا به من أعمال وطنية.الأمر الذي عرض
الكثير منهم للسجون و المنافي و الأحكام القاسية بلغت حد الإعدام بالنسبة إلى ثلاث
مناضلين.كما فرض الحصار على القرية في مناسبات عديدة. لكن رغم اجراءات القمع و
الملاحقة, استمروا في الصمود وتحملوا أعباء المقاومة دون كلل حتى تحقق الاستقلال.
ومن المؤسف أن
نلاحظ ان الذين كتبوا في تاريخ الحركة الوطنية على اختلاف مشاربهم أغفلوا دور شعبة
ترنجة في تدعيم الحزب الحر الدستوري. وما لاقاه أبناء المطوية من معاناة على
امتداد فترة الحماية"
مظاهر المشاركة وتوضح الدراسة أسباب حماسة أبناء المطوية في المشاركة في المقاومة الوطنية مفيدة:" مقاومة نزعة الاستسلام التي اتسمت بها مواقف الحزب الحر الدستوري القديم في حق المضطهدين وقد تكرر الاختلاف مع الشاذلي خيرر الله رئيسس اليوان السياسي الثالث عندما أمر بمنع المظاهرات استجابة لأمر المقيم اللعام.
مظاهر المشاركة وتوضح الدراسة أسباب حماسة أبناء المطوية في المشاركة في المقاومة الوطنية مفيدة:" مقاومة نزعة الاستسلام التي اتسمت بها مواقف الحزب الحر الدستوري القديم في حق المضطهدين وقد تكرر الاختلاف مع الشاذلي خيرر الله رئيسس اليوان السياسي الثالث عندما أمر بمنع المظاهرات استجابة لأمر المقيم اللعام.
- المشاركة في كل
التحركات الشعبية <اجتماعات,مظاهرات,توزيع
مناشير> والقيام بأعمال
التخريب في مرحلة الكفاح المسلح.
- تقديم المساعدات
المالية و الغذائية لضحايا القمع من الموقوفين أو عائلاتهم عند الضرورة.
وفي هذا المجال لا ينبغي أن ننسى دور المرأة المشرف. فزيادة على مشاركتها الفعلية في كل أشكال المقاومة, تبرعت في مناسبات عديدة بالحلي, زكانت المرة الأولى سنة 1911 إعانة الطرابلسية على الصمود لإثر غزو بلادهم من طرف ايطاليا.
وفي هذا المجال لا ينبغي أن ننسى دور المرأة المشرف. فزيادة على مشاركتها الفعلية في كل أشكال المقاومة, تبرعت في مناسبات عديدة بالحلي, زكانت المرة الأولى سنة 1911 إعانة الطرابلسية على الصمود لإثر غزو بلادهم من طرف ايطاليا.
وفي سنة 1924 عند اشراف اعضاء من اللجنة التنفيذية على اجتماع حزبي بالمطوية, ثم
في سنة 1948 عند احتلال فلسطين. فرغم حالة الفقر و الخصاصة, لم يبخلوا رجالا و نساء
بالدعم الأدبي و المالي للأحزاب و النقابات, و حرموا أنفسهم أموال كانوا في أشد الحاجة
إليها.
مرحلة الحزب
القديم
حرص الحزب الحر
الدستوري منذ نشأته على بعث شعب دستورية بمختلف أحياء العاصمة, فتكونت شعبة نرنجة سنة
1922, أي سنتين فقط بعد
ميلاد الحزب. وقد سعت هذه الخلية مثل غيرها إلى نششر الوعي في صفوف المنخرطين بهل.
زلما قوي عودها توسع نفوذها صارت تنظم المظاهرات و تقودها . وكان من أشهرها مظاهرة
12 اكتوبر 1924 التي انتظمت بمناسبة المولد النبوي الشريف. وقد انطلق المتظاهرون
من نهج ترنجة حيث يوجد مقر الشعبة, وبباب سويقة قامت قوات الأمن بتشتيت المظاهرة و
تمزيق العلم التونسي الذي كان يرفعه المرحوم العبيدي بن صالح متحديا قرار الإقامة العامة الذي يحجر رفع العلم
التونسي. وقد خلّد الشاعر الشعبي التهامي الكبير هذه الواقعة في قصيدة طويلة مطلعها: "نحكيلكم
ما صاريا مجمع الإسلام ليلة
مولد سيدنا تكسر العلم".
لكن مما تجدر ملاحظته ان العلاقة بين الحزب و شعبة ترنجة ما لبثت ان توترت بسبب موقف اللجنة التنفيذية من القضايا التي تعلقت ببعض المناضلين المطويين.
لكن مما تجدر ملاحظته ان العلاقة بين الحزب و شعبة ترنجة ما لبثت ان توترت بسبب موقف اللجنة التنفيذية من القضايا التي تعلقت ببعض المناضلين المطويين.
نشأة جامعة عموم العملة التونسيين
أدرك بالقاسم القناوي بحكم انتمائه إلى
طبقة الكادحين ان نقابات الجامعة العامة للشغل -س-ج-ت-بقيت أجنبية عن التونسيين.
فقد بعثت لتدافع عن مصالح العملة الفرنسيين و غيرهم من الأروربيين المتواجدين
ببلانا مع اهمال مصالح الأغلبية الساحقة من العملة و الأهالي الذين تركتهم فريسة
للإهانة و الاستغلال. لهذا سعى صحبة ثلة من النقابيين القدلمى إلى احياء الجامعة
العامة للعملة التونسيين-س.ج.ت.ت- التي تكونت في أواخر أفريل1937.
و قد حاولت هذه
المنظمة النقابية الفتية المحافظة على استقلالتها عن كل التيارات السياسية لتفادي
انحرافات المنظمات النقابية ذات الأصل الفرنسي الخاضعة للحزب الشيوعي أو
الإستراكي, ومن هذا المنطلق رفض القناوي ربط العمل النقابي بالعمل السياسي حيث قررت الهيئة
الإدارية للجامعة في 1937-11-18 عدم المشلركة في اضراب التضامن مع ضحايا القمع
بالجزائر و المغرب.
انعكاسات حوادث افريل والحرب
العالمية الثانية
-
حوادث 9أفريل
امتدت حركة
الاحتجاج على حوادث 9أفريل 1938 إلى داخل البلاد ففي المطوية وقع ايقاف ثمانية
دستورريين بالاضافة إلى غلق نادي الشعبة وحجز أثاثه, ثم محاصرة القرية من طرف عسكر
السينغال,وفي الأثناء قدم قايد قابس مصطفى لنقو وعقد اجتماعا بالأهالي دعاهم فيه
الى ملازمة الهدوء مقابل الافراج عن المعتقلين.
اختفاء بورقيبة
كانت خيبة
التونسيين كبيرة عندما شاهدوا دخول جيوش الحلفاء الى بلادهم يقترن بموجة جديدة من
التعسف قامت بها السلطة الفرنسية بدعوى متابعة عملاء المحور.
فرجع الاضطهاد
بشكل افظع مما كان عليه قبل الحرب حيث تكثفت عمليات مطاردة الوطنيين بكامل انحاء
البلاد. واضطر الزعماء الاختفاء بغية النجاة من الايقاف.
لقد أوكل الحزب
مهمة اخفاء الزعماء الدستوريين الى شعبة ترنجة التي أدت واجبها على الوجه الأكمل
.فسخرت كعادتها العشرات من منخرطيها لحراسة الأنهج ورصد تحركات أعوان الأمن التي
كانت تقتفب أثار المختفين. وفي هذا المجال يقولالسيد حسن ابن الحاج سالم القاطن بنهج الدرايب"
في يوم 7ماي1943 حوالي الساعة الثامنة ليلا قدم الزعيم صحبة الهادي نويرة و علي البلهوان وسليمان بن سليمان
ومحمد الصالح جراد للإقامة عندنا. وكان يقودهم بلحسين جراد. وبعد
ثلاثة أيام التحق بهمصالح بن يوسف وأقاموا عندنا مدة شهر و نصف اما بورقيبة فلم يبق
إلا 12 يوما,ثم انتقل إلى مكان آخر."
إذن بالررغم من
موقف بورقيبة المؤيد صراحة للحلفاء, و الذي عبر عنه عندما كان سجينا بفور سان
نيكولا بفرنسا,حيث انه لم يتردد في تحذير الدستوريين من مخاطر الإنسياق وراء
دعايات الألمان و الإيطليين إلا أن ذلك لم يمنع المتفوقون من اتهامه بجريمة
التعامل مع دول المحور و المطلبة بالقصاص منه
ولنسمع بورقيبة يروي بنفسه ظروف اختفائه قائلا: بينما كنت في الساعة الرابعة بعد الظهر جالسا أمام صيدلية ابن حمودة جاء من يعلمني ان الدبابات الأنقليزية في باب سويقة...فطلبت ممن كانوا حولي أن يجدوا لي محلا أمينا يكون لي مخبأ ريثما ينجلي الوضع, وأخذنا نمشي ملاصقين الجدران مخترقين الأزقة حتى قطعنا حي باب سويقة و بطحاء البيقة. ومنها الى حي ترنجة...وقف بنا المسير أمام دار تفتح على نهج ضيق وبها عائلات عديدة تنتسب إلى المطوية...دخلنا الجانب الذي كان في حوز سيعلي الكبير وقد كان الحياء يمنع النسوة من ابداء وجوههن فيقدمن لنا الطعام مقنعات,وفي كثير من الأحيان كان ابن صاحب المحل حسونة وهو الذي يتولى ذلك,ما يملأ القلب امتنانا.
ولنسمع بورقيبة يروي بنفسه ظروف اختفائه قائلا: بينما كنت في الساعة الرابعة بعد الظهر جالسا أمام صيدلية ابن حمودة جاء من يعلمني ان الدبابات الأنقليزية في باب سويقة...فطلبت ممن كانوا حولي أن يجدوا لي محلا أمينا يكون لي مخبأ ريثما ينجلي الوضع, وأخذنا نمشي ملاصقين الجدران مخترقين الأزقة حتى قطعنا حي باب سويقة و بطحاء البيقة. ومنها الى حي ترنجة...وقف بنا المسير أمام دار تفتح على نهج ضيق وبها عائلات عديدة تنتسب إلى المطوية...دخلنا الجانب الذي كان في حوز سيعلي الكبير وقد كان الحياء يمنع النسوة من ابداء وجوههن فيقدمن لنا الطعام مقنعات,وفي كثير من الأحيان كان ابن صاحب المحل حسونة وهو الذي يتولى ذلك,ما يملأ القلب امتنانا.
قضى بورقيبة
قرابة الخمسة أسابيع مختفيا, وكان ينتقل بين منازل حي ترنجة متنكرا في زي امرأة,
وقد صادف ذات مرة ان أقبل البوليس لتفتيش المنزل الذي يقيم فيه , فاعتدت ربّة
البيت مسعد بنت يحي الى حيلة تبعد
عنها الشبهات بأن أجلست الضيف أمام قصعة وأمرته بغسل الثياب,وهكذا مرت عملية
التفتيش بسلام ونجا الزعيم من ايقاف محقق, للخروج من هذه الأزمة الخانقة, طلب
بورقيبة مساعدة القنصل الأمريكي هوكر دولتيل الذي تدخل لفائدته وتحصل له على وعد
يقضي بوضع حد لكل التتبعات المتخلدة ضده, وبذلك غادر بورقيبة مخبأه حرا طليقا بعد
أن أذن المقيم العام بإخلاء سبيله .
من أعمال مقاومة المطويين للمستعمر بعد انطلاق الكفاح المسلح
-يوم 19 جانفي 1952 ألقيت ق\يفة يدوية من الصنع الايطالي على مصفحة بباب سويقة أدت الى اصابات بليغة بالجنود الفرنسيين.نفذ العملية محمـــــود الدريـــــدي.
من أعمال مقاومة المطويين للمستعمر بعد انطلاق الكفاح المسلح
-يوم 19 جانفي 1952 ألقيت ق\يفة يدوية من الصنع الايطالي على مصفحة بباب سويقة أدت الى اصابات بليغة بالجنود الفرنسيين.نفذ العملية محمـــــود الدريـــــدي.
-في 23 جانفي وقع
اضرام النار بمحطة الاذاعة<ساحة
المدرسة الاسرائلية> لكن
الأضرار كانت طفيفة,نفذ العمــــــلية عبد الله الصغير والبشير جراد.
-فــي 12 مارس
1952 انفجرت حقيبة ملغومة بصفة مؤقتة بمحطة الأرتال بقابس, تم وضع الحقيبة داخل
القطار اننطلاقا من المطوية,وادى الحادث الىسقوط 6 قتلى و14 جريحا نفذ العملية البشير عتيق.
-في اواخر مارس
1952 انفجرت قنبلة من الصنع المحلي بعمارة الكوليزي, كانت هذه العملية ردّ فعل على
الإنفجار الذي حصل بمنزل الوزير الأكبر محمد شنيق بضاحية رادس,لم يسفر الحادث عن
ضحايا بشرية لكن الأضرار المادية كانت باهضة إذ قدرت ب12 مليون فرنك, نفّذ هذه
العملية محمــــود
الدريــــدي.كما ألقيت قنابل
أخرى بإدارة التجارة بنهج سيدي بومنديل وبإدارة المالية بنهج جان جوريس,والبنك
المركزي ومبنى إدارة المنحة العائلية الخ.
-وفي سنة 1954
أقدم مقاومان ينتميان ألى مجموعة جبل
اشكل هما بلقاسم الرعاش و المختار بن عياد على قتل عونين من
أعوان الجندرمة, وقد أوردت جريدة " لوبتي ماتان" الصادرة بتاريخ 25 جوان
1954 التفاصيل التالية: بينما
كان عونا الجندرمة "قيرو" و "كور" يقومان حوالي العاشرة صباحا
بتفتيشات بنهج حمام الرميمي إذ أصيبا في ظهريهما بعدة عيارات نارية أطلقها مجهولون
تمكنوا من الفرار".